منتدى الجيل الجديد
مرحبا بزوار منتدى الجيل الجديد،
لايمكن لزوار المنتدى اضافة مواضيع او ردود إلا بعد التسجيل
عضوتك أخي/أختي الزائر مساهمة في بناء المنتدى
منتدى الجيل الجديد
مرحبا بزوار منتدى الجيل الجديد،
لايمكن لزوار المنتدى اضافة مواضيع او ردود إلا بعد التسجيل
عضوتك أخي/أختي الزائر مساهمة في بناء المنتدى
منتدى الجيل الجديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجيل الجديد

يهتم بقضايا الشباب والتطورات والأخبار الجديدة في الجزائر والعالم العربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 
لقد أصبحت أسرة منتدى الجيل الجديد تكبر وتنمو وكل يوم نحتفل بمولد عضو جديد ومشاركات جديدة نورت المنتدى وازداد بريقه ورونقه فيا أعضاء المنتدى هكذا كونوا أو لا تكونوا

 

 ظهور وتطور علم الإجرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sadok27
عضو نشط
عضو نشط



عدد المساهمات : 109
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011

ظهور وتطور علم الإجرام Empty
مُساهمةموضوع: ظهور وتطور علم الإجرام   ظهور وتطور علم الإجرام I_icon_minitimeالخميس 5 مايو - 17:34






ظهور وتطور علم الإجرام New1
ظهور وتطور علم الإجرام









مقدمة حول ظهور وتطور علم الإجرام

المبحث التمهيدي:
نشأة وتطور علم الإجرام: الجريمة حقيقة بشرية وظاهرة قديمة لازمت الإنسان
منذ أن وضع قدماه على هذه الأرض،فكانت الجريمة الأولى التي اقترفها
الإنسان ولأول مرة في الصراع الذي كان في نفس قابيل والذي أدى إلى قتل
أخيه هابيل.

فإذا كانت الجريمة حقيقة بشرية فهي أيضا تتطور بتطور حياة الإنسان وهكذا
فظروفها وعوامل ووسائل تنفيذها تتغير بتغير الزمان والمكان وطبيعة الرقي
الاجتماعي والحضاري للمجتمع،وكذلك طريقة مواجهتها تختلف باختلاف المجتمعات.

فالصراع بين الخير والشر كان إحدى العوامل التي أدت إلى الجريمة بمعنى آخر تقول بأن الجريمة هي إحدى نتائج هذا الصراع.

فإذا قلنا بأن علم الإجرام هو علم حديث النشأة فإننا بهذا لا ننفي وجود
مؤشرات لهذا العلم في كتب الفلاسفة القدماء مثل:أرسو،سقراط،أفلاطون… الذين
ذهبوا إلى القول بأن المجرم يتصف بنفس منحرفة نتيجة لعيوب خلقية
وجسمانية..فقد عرفت المجتمعات القديمة أنواع مختلفة من
الجرائم(القتل،السرقة،االضرب،الاعتداء… الخ).
إلا أن علم الإجرام كما هو عليه اليوم لم يتطور إلا بتطور المنهج العلمي
التجريبي الذي يستعمل اليوم في دراسة مختلف العلوم المتعلقة بدراسة
الإنسان.

ظهور علم الإجرام وتطوره :
يعود لما قام به الإيطالي لامبروزو(1835-1909)واوريكو فيري(1856-1929)
وقارو فالو في الربع الأخير للقرن19 أنه علم حديث النشأة يعود إلى
المؤتمرات العالمية لسنة1885 الخاصة بانتروبولوجية علم الإجرام
L’anthropologie Criminelle التي كانت كموضوع أساس للدراسة خلال هذه
المؤتمرات.

الدراسات التي قام بها هؤلاء أعطت اللبنة الأولى لعلم الإجرام وأيقظت
الفكر الدولي حول التفكير في عقد لقاءات لمناقشة مختلف الأفكار التي جاء
بها هؤلاء وفعلا كان للمؤتمرات الدولية التي انطلقت منذ1885 حول
انتروبولوجية علم الإجرام فضل كبير في تنمية هذا العلم وللتذكير بأن
الانتربولوجية الجنائية من الركائز الأساسية التي ارتكز عليها الطبيب
العسكري الإيطالي لامبروزو في دراسته لمقترف الفعل الإجرامي(1835-1909).

كما شكل أرشيف الانتربولوجية الجنائية الذي نشر في مدينة ليون بفرنسا من
طرف(لاكسان)LACASSANE مرجع ثمين للدراسة،نشر هذا الأخير في سنة1886 تحت
عنوان:أرشيف أنتربولوجية علم الإجرام والعلوم الجنائية ثم أعيد نشره في
سنة1893 بعنوان : أرشيف أنتربولوجية علم الأجرام:علم الإجرام والبسكولوجية
العادية والباتولوجية.

Archives D'anthologies Criminelle, Criminologie Et Psychologie Normale Et Pathologie
وفي 1901 أصبحت هذه الأخيرة مجلة شهرية بعدما كانت نصف شهرية وفي1907 تحول
اسمها إلى أرشيف أنتربولوجية علم الإجرام والطب الشرعي والبسكولوجية
العادية والباتولوجية وتواصلت انشغالات هؤلاء حول ضرورة دراسة المجرم
والجريمة دراسة علمية حيث جاء ضمن هذه المجلة التي تمثل مرجع لعلم الإجرام
بتاريخ جوان1915 ننتظر الوقت المناسب لاعادة إنشاء نشرية تأخذ على عاتقها
التساؤلات القانونية والمعنوية لتطبيقها على الطب الشرعي والأنثروبولوجية
الإجرامية.
وبعد لكسان الذي توفي في1924 لم تظهر من جديد أعداد خاصة بهذا الموضوع
وبعد فترة زمنية راح تلميذهEdmond lascar إلى محاولة إنشاء مجلة خاصة
بالشرطة العلمية.

المؤتمرات الدولية الخاصة بعلم الإجرام: حتى سنة 1914 تطور علم الإجرام
تحت إسم "أنتروبولجية علم الإجرام" من خلال المؤتمرات التي جاءت فيما بعد :
- مؤتمر رما لسنة1885 - مؤتمر فرنسا1885
- مؤتمر بروكسال1892 - مؤتمر جنيف1896
- مؤتمر أمستردام1901 - مؤتمر تورين Turin1906
- مؤتمر كولون1911

إن حرب1914 أدت إلى ضياع الوثائق التي كانت تمثل أرشيف لعلم الإجرام لولا
تدخل بلجيكا التي راحت إلى حماية علم الإجرام في مجلة القانون الجنائي
وعلم De Criminologie3 Pénal et Revue De Droit لم تطرح قضية علم الإجرام
من جديد إلا بعد20 سنة على المستوى الدولي أي في سنة1934 أنشأ السيد Di
Tullio الجمعية الدولية لعلم الإجرام.

حيث انعقد أول مؤتمر لعلم الإجرام بروما سنة1938 وباندلاع الحرب العالمية
الثانية لم يتوقف بصفة عامة هذا المشروع ولكن تواصل بنشاط الجمعية الدولية
لعلم الإجرام أثناء الحرب العالمية الثانية بانعقاد مؤتمرlatino-Américain
بأمريكا اللاتينية في سنة1938 .

أما ثاني مؤتمر فقد كان في سنة1941 بSANTIANO واستمر الوضع على ما هو عليه
إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية يعني في سنة1947 بمدينة رييو دي جانيرو
Rio De Janero المؤتمر الأول Pan-Americain لعلم الإجرام ولأول مرة نادى
الأستاذ De Tullio بفكرة تأسيس معهد دولي لعلم الإجرام وفي نفس الوقت راح
السيدLeonidio Ribeiro بالقول بضرورة انعقاد مؤتمر عالمي ثاني لعلم
الإجرام بفرنسا (يعني تنظيم مؤتمر عالمي لعلم الإجرام بفرنسا) وفعلا في
نفس الوقت الذي كان ينظم فيه هذا المؤتمر لنعقد بمكسيكو المؤتمر الثاني
لpan Americain في سنة1949.

في نفس السنة وبباريس(الجمعية الدولية لعلم الإجرام التي أسسهاde Tullio
كان من المفروض إعادة تنظيم نفسها،وفي سنة1950 وبجامعة السربون انعقد
المؤتمر الثالث الدولي برئاسةH Donnuedieu De Vabres حيث تم تأسيس المعهد
الدولي لعلم الإجرام مع إنشاء لجنة علمية دولية لعلم الإجرام وكان من
المهام الأساسية لها هو تحضير الدروس اللازمة لعلم الإجرام التي اعتمدت
رسميا بلندن في المؤتمر الدولي الثالث لعلم الإجرام واعتمد رسميا هذا
المعهد بلندن في سنة1955 أثناء المؤتمر الدولي03 لعلم الإجرام وتم دراسة
تنظيمه وهيكلته بلاهاي سنة1960 في المؤتمر الرابع وفي1965 في المؤتمر
الخامس بMontréal (موريال).

فوج دولي متخصص تم إنشائه بالتنسيق مع جامعة Montréal والجمعية الدولية
لعلم الإجرام تحت عنوان المركز الدولي لعلم الإجرام المقارن حيث تم انتخاب
السيد Md Szabo لهذا المركز في02 نوفمبر1969 وتم تأييد هذه الفكرة في
المؤتمر الدولي السادس لعلم الإجرام الذي انعقد بمدريد في سنة1970 .

وأخيرا ببلغراد أثناء المؤتمر السابع لعلم الإجرام في سنة1973 تم تأسيس
المركز الدولي لعلم الإجرام البيولوجي والطب الشرعي والذي اختير مقره Sao
Paulo بمعهد Oscar Freire هذا المركز كان موضوع اختبار ومناقشة من قبل
مسيري الجمعية الدولية لعلم الإجرام وتم في نهاية الأمر الموافقة عليه
واعتماده.

هكذا نشأ وتطور هذا العلم الذي جاءت حوله عدة نظريات لتفسير الظاهرة
الإجرامية ودراسة المجرم من جهة والفعل الإجرامي من جهة أخرى وتأثير هذا
على المجتمع بصفة عامة.

وبالرغم من هذا فان على الإجرام اليوم يطرح عدة إشكاليات على المستوى
الأكاديمي فهل هو علم قائم بذاته أم هو مجرد نظريات واقتراحات تتعلق
بدراسة مختلف الجوانب المتعلقة بالجريمة كما يستوجب علينا الأمر دراسة
مكانته وسط العلوم الجنائية الأخرى.

وما يمكن أن يقدمه رجل الأمن في العصر الحديث الذي هو في علاقة مباشرة
وأولية مع الجريمة ومقترف الفعل الإجرامي فكيف يتعامل مع الواقع المطروح
أمامه وما هي الإجراءات الواجبة وبعد إعطاء لمحة وجيزة عن تطور علم
الإجرام ونشأته في هذه المقدمة تتعرض فيما بعد إلى أهم النقاط المتعلقة
بهذا الموضوع من خلال الخطة التالية.






















المبحث الثاني
مفهوم علم الإجرام

لكي نتمكن من إعطاء فكرة عن علم الإجرام وماذا نقصد به باعتباره علم حديث
النشأة علينا أن نعطى أولا المعنى اللغوى ثم المفاهيم الفقهية.

المعنى اللغوى: علم الإجرام بالفرنسيةCriminologie التي تنقسم إلىCrime
والذي نقصد به وهو من أصل يوناني يقصد به خطاب-تفكير-أو بمعنى أخر العلاقة
بين الأفراد فيما بينهم وبين الأفراد والعالم الخارجي يعنى الرابطة التي
تربط الفرد بمجتمعه وكنتيجة نقول بأنه البحث عن أسباب وظروف ارتكاب الفعل
الإجرامي.

المفاهيم الفقهية : عدة مفاهيم منحت لعلم الإجرام وكانت معظمها ترتكز على
الدراسة العلمية للجريمة والمجرم وراح اميل دوريكايم إلى القول بأن علم
الإجرام هو من جهة الجزاء المترتب على الفعل الإجرامي أي رد فعل المجتمع
وبالتالي نعرف الجريمة بأنها كل فعل مترتب عليه العقاب وبالتالي تجعل من
الجريمة موضوع للعلم الذي سيدرسها وهو علم الإجرام:فهو دراسة الجريمة مع
وضع القاعدة القانونية التي بواسطتها يمكن إيجاد العلاج لهذه الظاهرة.

وهناك من يقول بأنه العلم الذي يدرس أسباب وقانون الانحراف واختلفت الآراء
ووجهات النظر حوا تعريف علم الإجرام وللتذكير فهو العلم الذي يتطلب لقيامه
(الفعل الإجرامي،قانون ينظمه،تدخل الشرطة مع تنفيذ العقوبة).

فعلم الإجرام يضم جميع هاته العناصر التي تصبح بالتالي محل دراسة من قبل
الأخصائيين في هذا المجال من العلوم فهو دراسة الفعل الإجرامي كطاهرة
اجتماعية بغض النظر عن الأبعاد القانونية التي يعتبرهاScolastique.

نفس النظرة نجدها عند أصحاب مدرسة الدفاع الاجتماعي باعتبار الجريمة ظاهرة
اجتماعية والجدير بالذكر أن الآراء اختلفت حول إعطاء مفهوم محدد لعلم
الإجرام ولكن ما تم الاتفاق عليه كونه الدراسة العلمية للمجرم والجريمة
يعني دراسة الفرد المنحرف ودراسة الواقعة المادية المرتكبة من قبل هذا
الشخص ومثل ما لدينا المدرسة الاجتماعية هناك عدة مدارس.

المفاهيم المختلفة لعلم الإجرام:
المفهوم الواسع: نجد (فيرى) وهو أحد منشئ علم الإجرام يعطى مفهوما واسعا
لعلم الإجرام ويقول بعبارة La Sociologie Criminelle علم الاجتماع الجنائي
هذه العبارة عند فيرى يقابلها مصطلح Criminologie يعنى علم الإجرام يضم في
طياته أيضا قانون العقوبات الذي يوضح الجانب القانوني لهذا العلم فيرى
بهذا المفهوم يحاول أن يقول بأن الظاهرة الإجرامية هي ظاهرة اجتماعية
ولهذا يقول ب sociologie criminelle أما Seellin فإنهم يختلفون عن فيرى في
تحديد مفهوم وموضوع (علم الإجرام) بحيث يميزون بين علم الإجرام وقانون
العقوبات وفي هذا المضمون هناك المبدأ القانوني المتعلق بقانون العقوبات.

والمبدأ الواقعي المادي المتعلق بعلم الإجرام مجال واسع يتضمن الدراسة
العلمية للجريمة وأيضا السياسة العقابية أما المدرسة الأمريكية الكلاسيكية
Sutherland تؤكد هذه المدرسة على أن علم الإجرام هو العلم الذي يدرس
الجريمة كظاهرة اجتماعية وحسب رأيهم علم الإجرام ينقسم إلى ثلاثة مواضيع
أساسية.

قانون العقوبات الاجتماعي(Sociologie De Droit Pénale)علم الإجرام
الطبي(Letiologie Criminelle) (الأسباب المرضية لعلم الإجرام)Pénologie .

وانطلاقا من هذا فقد أعطى هذا المفهوم نفس جديد لعلم الإجرام فقد ظهر فيما
بعد Criminologie Critique وCriminologie Radicale (علم الإجرام النقدى
وعلم الإجرام التام) وهذين الأخيرين جاءوا بالجديد في مجال علم الإجرام
Réaction Sociale رد الفعل الاجتماعي التي تولى اهتمام ليس فقط للمجرم
وللفعل المادى ولكن أيضا للتطور الاجتماعي ورد الفعل من قبل المجتمع حول
الانحراف والضحية.

المبحث الثالث
علاقة علم الإجرام بالعلوم الأخرى

1-علم الإجرام وعلم العقاب: علم العقاب تعبير عن الجزاء المستحق عند
ارتكاب الجريمة فعلم العقاب هو تقويم المجرم عن أفعاله موضوع البحث في علم
العقاب مجرمون ثبت اتصالاتهم بالوقائع الإجرامية وذلك بمقتضى أحكام جنائية
نهائية صدرت بإدانتهم ولذا يدور البحث وراء الأسلوب الكفيل بإصلاح وهداية
كل منهم.

مجال علم العقاب محصور في إطار المجرمين فقط اللذين حدثت منهم الجريمة وهدفه هو الحيلولة دون عودهم إلى إجرام جديد.

أما العمل على تفادى الجريمة من إنسان لم تقع منه يدخل ذلك في إطار علم
الإجرام فالوقاية من الجريمة أمر يدخل في أبحاث السياسة الجنائية ويعد في
الوقت ذاته أهم الثمار التي تتمخض عليها أبحاث علم الإجرام(الوقاية من
الجريمة هو فرع من علم الإجرام)ولكن علاج المجرم عقب وقوع الفعل في إطار
الوقاية من الإجرام ولكن من العود وهذا ما يسمى بعلم العقاب.

ومن أهم الموضوعات التي يتناولها علم العقاب تتمثل في توزيع المجرمين بين
مختلف المؤسسات العقابية بينما أهم الموضوعات التي يتناولها علم الإجرام
تتمثل في البحث عن أسباب وقوع الجريمة وعن الظروف المحيطة به فإذا كان علم
العقاب يعالج المجرم بعد وقوع الجريمة فان علم الإجرام يتخذ التدابير سواء
في النطاق الفردي أو من أجل الوقاية من الجريمة وهكذا كلاهما يكونان
السياسة الجنائية ويعالج ظاهرة الجريمة من زاوية الواقع للتوصل إلى أسباب
تلك الظاهرة فهي بمثابة الطريق الأمين الذي يؤذى إلى التنظيم القانوني
الصالح.

وهكذا تكون العلاقة واضحة بين علم الإجرام وعلم العقاب فالأول يبحث عن
أسباب الجريمة والثاني يضع العلاج بعد وقوع الفعل الإجرامي فكل منهما يكمل
الثاني.

2-وضع علم الإجرام من قانون العقوبات: قانون العقوبات نصوص لغوية معبرة عن
إرادة المشرع في مجال قمع العقوبة تحكمها وقائع معينة تتمثل في الأشخاص
مرتكبوا الجرائم فالفقه الجنائي هو الدراسة الاستيعابية لمضمون تلك
الجرائم من حيث كونها تعبيرا عن نصوص إرادة شرعية ملزمة وأما علم الإجرام
فهو لا يفحص النصوص بقدر ما يفحص الأشخاص والوقائع المادية بينما قانون
العقوبات يتناول الجريمة كحقيقة قانونية
محدد صورتها للمسؤولية والجزاء فان علم الإجرام يتناولها كحقيقة واقعية من زاوية علم الطبيعة الكونية.
الفرق بين الحقيقة القانونية للجريمة والحقيقة الواقعية فالجريمة في
الحقيقة والواقع فعل لا يرتكبه الرجل العادي فهي سلوك شاذ بالنظر إلى
السلوك المعتاد بين معظم الناس فالعقوبة تتماشى مع علم العقاب وعلم
الإجرام هو الدراسة النفسية والاجتماعية للمجرم والواقعة المادية.

3-علاقة علم الإجرام بعلم النفس الجنائي وعلم النفس القضائي: رأينا بأن
علم الإجرام هو الدراسة السببية للجريمة من أجل الوقاية منها،يذهب لدراسة
الجريمة كظاهرة فردية يكشف عن الأسباب العضوية والبيئية التي أدت بالفاعل
إلى ذلك بحيث يقتصر هذا العلم على دراسة المجرم من حيث دراسة حالة جسمه من
الظاهر ومن الباطن مع دراسة خصائص تكوينه النفسي وهذا ما يسمى بعلم النفس
الجنائي والذي يمثل شعبة من علم طبائع المجرم وعلم النفس القضائي يدرس
نفسية أطراف الدعوى القضائية والأشخاص الذين يدخلون في سيرها فموضوعه هو
القضاة والمجني عليهم والشهود والجناة… وليس المجرمين، فإذا بلغ الانحراف
درجة أن أحد أطراف الخصومة وصل إلى ارتكاب فعل محظور في هذه الحالة يمكن
أن يتدخل علم النفس الجنائي كارتكاب القاضي جريمة رشوة أو قضاء بغير حق…

ملاحظة : الجريمة فعل وعلم الإجرام يتحرى عن أسباب هذا الفعل ولهذا يستخدم
كل العلوم التي بواسطتها نتمكن من الوصول إلى نتائج حاسمة في هذا الموضوع
فعلم الإجرام وثيق الصلة بعلم الطب عموما،بعلم وظائف الأعضاء،علم الأجناس
البشرية وبعلم الأمراض العقلية وعلم الاجتماع وعلم الجغرافيا وعلم
الاقتصاد وعلم الإحصاء وعلم تخطيط المدن وتوزيع السكان والتحليل النفسي
باعتباره يكشف عن خفايا النفس البشرية.

4-علاقة علم الإجرام بعلم الأنثروبولوجية: علم الأنثروبولوجية يبحث في
العوامل الفردية للجريمة أو بمعنى آخر يدرس الصفات العضوية والنفسية
للإنسان المجرم وباعتبار علم الأنثروبولوجية يدرس الإنسان جسم وجسد فان
أيضا الانثروبولوجيا الجنائية تبحث الصفات العضوية، الإفرازات الفردية،كما
أنه يبحث عن النواحي النفسية،وهذا ما يبين العلاقة بين علم الإجرام وعلم
الأنثروبولوجية لأنها دراسة علمية تشمل شخصية المجرم وتحاول الوصول إلى
الربط بين الخصائص العضوية والنفسية والسلوك الإجرامي،وهذا من الجوانب
الرئيسية في علم الإجرام وتوضيحا أكثر فهو علم دراسة طبائع المجرم.

5-علاقة علم الإجرام بعلم الاجتماع الجنائي: يدرس علم الاجتماع الجنائي
النظم السائدة في مجتمع معين ومنها دراسة الجريمة باعتبارها ظاهرة
اجتماعية فإذا كان علم الإجرام يدرس أسباب الجريمة فان علم الاجتماع
الجنائي فيتناول دراسة النظام الجنائي كظاهرة اجتماعية أي تطبيقاته
الموضوعية المختلفة من حيث الزمان والمكان والشروط الموضوعية للقواعد
القانونية بينما علم الأجرام يذهب لدراسة تأثير العوامل الاجتماعية في
السلوك الإجرامي وبهذا يكون لكل منهما دور في تحديد معالم الجريمة.

6-علاقة علم الإجرام بالطب الشرعي: هو مجموعة القواعد الطبية والبيولوجية
اللازمة في التطبيق العملي للقانون الجنائي فالطب الشرعي يشمل دراسة
المسائل القانونية التي لا يجوز حلها بواسطة تلك المعلومات البيولوجية
والطبية،كما يشمل بالتالي دراسة كافة الظواهر البيولوجية لتطور القانون
ومن أمثلة دراسات الطب الشرعي:التشريح لبيان سبب الوفاة والتحليل الكيماوي
لبيان طبيعة المادة محل الفحص وتحليل الخطوط لمعرفة
شخصية المتهم.
7-علاقة علم الإجرام بالطب العقلي: العلاقة بين الطب العقلي وعلم الإجرام
واضحة خاصة عند دراسة المجرم ضعيف القدرة العقلية والمجرم ذو الخلل العقلي
أي بصورة أخرى دراسة الجنون عند المجرم.
المبحث الثالث
الأساليب المستعملة في علم الإجرام

إن علم الإجرام لا يعتمد على طرق ووسائل بحث معينة ولكنه في الحقيقة يعتمد
على طرق البحث الفردي مع استعمال المنهج التجريبي مثل غيره من العلوم
الأخرى يعتمد الإجرام على طريقة التحليل القائمة على أساس الملاحظة… الخ
بحيث أن علم الإجرام ينتمي إلى العلوم التي تستعمل الملاحظة والتجربة ومن
هنا لدينا المميزات التي تميز أساليب البحث في علم الإجرام بحيث لدينا03
مميزات :
1- اللجوء إلى طريقة الاستدلال والبرهنة بحيث أن علم الإجرام من العلوم القائمة على الملاحظة
الواقع والتجربة.
2- ارتباط علم الإجرام بالعلوم الإنسانية.
3-علم الإجرام متنقل من العلوم الأخرى بصفة عامة تعتبر علم نظري وتطبيقي.

ملاحظة : تعتبر المميزات المذكورة سابقا بتطبيق المنهج العلمي والتجريبي
بحيث يتطلب دراسة حركة الإجرام والتغيرات القائمة في الزمان والمكان
ومعرفة العوامل التي تساهم فيها والتي تؤدي إلى انتشارها..كما يجب أيضا
دراسة شخصية المجرم من جميع جوانبها ومن هنا ندرس الأبعاد الاجتماعية
والفردية للجريمة ولهذا لدينا طرق البحث الاجتماعية وأخرى فردية.

1- طرق البحث الاجتماعية:
أ.الإحصاء.
ب.دراسة الحالة.
ت.المسح الاجتماعي.
ث.دراسة البيئة.
ج.الملاحظة.
ح.المقارنة.

أ.الإحصاء:
1).الإحصاء التاقب وهو الإحصاء المكاني.
2).الإحصاء المتحرك وهو الإحصاء الزماني.

1.الإحصاء المكاني(الثابت): دراسة الظاهرة الإجرامية في فترة زمنية معينة
بالرغم من وقوع الجريمة في دول متعددة وفي مناطق مختلفة لدينا البيانات
الإحصائية عن الجرائم المقترفة في أماكن متعددة.
- وقد يمكن إحصاء الجرائم داخل منطقة معينة خلال أحد فصول السنة.

2.الإحصاء المتحرك(الزماني): دراسة الظاهرة الإجرامية في مكان واحد ولكن
في فترات زمنية مختلفة وتقتصر الدراسة على منطقة معينة من الدولة،من جانب
حجم الإجرام وهكذا يمكننا الربط بين خط سير الظاهرة الإجرامية وبين
الظاهرة الاجتماعية ومن هنا دراسة تأثير الظواهر والظروف الاجتماعية على
الظاهرة الإجرامية وتنمي هات الظاهرة بتحضير نموذج من الاستجواب مسبقا
وتوزيعه على عيينة من الأفراد المقيمين في منطقة معينة يتخذها الباحث مجال
لجنة ويرتكز في بحثه.

الأسئلة الموجهة مباشرة تتميز بطابعها الاجتماعي والنفس… الخ وهكذا تسهل
على الباحث عملية الربط بين ظاهرة الإجرام والظروف المحيطة وهذا الأسلوب
يطبق بإتباع طرق أخرى ومن أهمها طريقة النموذج العائلي والتي تتحقق بتوزيع
نماذج ذات الصبغة العائلية تتضمن بيانات متعددة يمكن الوقوف عندها لتحديد
ظروف الجريمة.

وأسلوب الإحصائيات يدرس الحركة العامة للإجرام ، لدينا الإحصائيات
البوليسية وهذه الأخيرة تصدرها دوائر الشرطة أو وزارة الداخلية ، وهي
تتضمن الجرائم التي تبلغ لأقسام الشرطة وجانبها لدينا الإحصائيات القضائية
التي تصدرها وزارة العدل وتعلق بالجرائم التي تصدر فيها أحكام نهائية
بالإدانة وثالثا لدينا إحصائيات المؤسسات العقابية والتي تصدرها عادة
المؤسسات العقابية كالسجون ، وهي الجرائم التي يحكم فيها بالعقوبات
السالبة للحرية ويقبض على المحكوم عليهم ويسلمون للمؤسسة لتنفيذ العقوبة.

ب.دراسة الحالة: دراسة الحالة هي طريقة في جمع البيانات الاجتماعية
وتحليلها وتطبيقها وفي مجال علم الإجرام تتحقق دراسة الحالة بجمع البيانات
عن وحدة اجتماعية من قبل فرد أو أفراد وهذا من أجل الوصول إلى فحص الحالة
النفسية والتعرف على الضرب الاجتماعية التي كانت دافع إلى ارتكاب الفعل
الإجرامي من جميع الجوانب وتكون هذه الدراسة على مجموع من الأفراد يجمعهم
ظرف اجتماعي معين ومن أهم معتمدين هذه الطريقة هو الأستاذ (شلدون واليانور
جلوك) اللذين قاما بدراسة على النساء الجانحات مقارنة مع مجموع أخرى ليست
لديها سابقة وهكذا استطاعة تحديد العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية
التي تؤدي إلى ارتكاب الفعل الإجرامي.

ث.المسح الاجتماعي : يقصد بها الوصفة الهادفة إلى جمع الحقائق عن ظاهرة
الاجتماعية أو مجموعة من الوقائع أو الأفراد ثم تعميم النتائج العلمية
المتوصل إليها على أفراد معينين في المجتمع أو على جميع الأفراد بدون
استثناء ويتم هذا الأسلوب بإحدى الطريقتين.
* طريقة النموذج الاستجواب.
* طريقة دراسة البيئة.

1.طريقة النموذج الاستجواب: تتم هذه الطريقة بتحضير نموذج من الاستجواب
مسبقا وتوزيعه على عينة من الأفراد المقيمين في منطقة يتخذها الباحث مجالا
لبحثه ويرتكز عليها الأسئلة الموجهة مباشرة تتميز بطابعها الاجتماعي
والنفسي… وهكذا تسهل على الباحث عملية الربط بين ظاهرة الإجرام والظروف
المحيطة بالشخص وهذا الأسلوب يطبق باتباع طرق أخرى ومن أهمها طريقة
النموذج العائلي والتي تتحقق بتوزيع نماذج ذات الصبغة العائلية تتضمن
بيانات متعددة يمكن الوقوف عندها لتحديد ظروف الجريمة.

2.طريقة دراسة البيئة: تعتمد هذه الطريقة على تقسيم الباحث للمناطق التي
يجري عليها البحث إلى مناطق صغيرة متجانسة في الظروف الثقافية ،
الاجتماعية والجغرافية مثل تقسيم المنطقة حسب أهميتها الاقتصادية أو حسب
موقعنا الجغرافي.

وليأخذ يعين الاعتبار التقسيمات الإدارية وانما يكون تحديدا طبيعي
واجتماعي في نفس الوقت يقوم الباحث بدراسة ظاهرة الإجرام داخل كل منطقة
والربط بين الجريمة محل البحث والدراسة ومختلف الظروف السائدة في كل منها.

ت.الملاحظة: نقصد بها المشاهدة الدقيقة لظاهرة من الظواهر التي تتطلب
الاستعانة بالوسائل المتلائمة مع طبيعة هذه الظاهرة كما يجب أن يكون
مقترنا بجهد عقلي للتوصل إلى الكشف عن حقائق الأمور فالملاحظة هي تحليل
وتنسيق وربط واستنتاج تنقسم الملاحظة من حيث أسلوب أدائها إلى ملاحظة
بسيطة وأخرى منظمة.

الملاحظة البسيطة: تتمثل في الإطلاع على المادة محل البحث أو الاستماع
إليها دون الاستعانة بوسيلة فتقنية أخرى تعتمد على مجرد الرصد والتعميم
والتحليل.

الملاحظة المنظمة: تعتمد على استخدام الوسائل المجهزة وآلات التي تساعد على الحقيقة العلمية وتتكون الملاحظة من عنصرين متكاملين:
- الجهد الفكري الذي يبذله الباحث من أجل تجميع وتنسيق المعلومات وتحليلها.
- الاستعانة بالوسائل والآلات التي تتلاءم مع طبيعة الظاهرة الإجرامية واستخدام الآلات
والأجهزة العلمية في نطاق المنهج العلمي التجريبي الذي يتزعمه الأستاذ كلوربرنار.

3.المقارنة: تتمثل في إجراء المقارنة بين الميزات الخاصة بالمجرمين
والظروف التي عاشوا فيها وبين مميزات الأشخاص العاديين والظروف المحيطة
بهم ومن خلالها يمكن استنباط القواعد العامة التي تحكم الظاهرة الإجرامية
وهذا من أجل القيام بدراسة مقارنة وبهذا يمكننا الوقوف على العلاقة التي
تربط الظاهرة الإجرامية وبين الظروف المذكورة.

طرق البحث الفردية : تهدف هذه الطريقة إلى البحث عن العوامل الدافعة إلى
الجريمة بالنسبة إلى واقعة مادية محددة وشخص معين بذاته عن طريق فحص
المجرم ودراسة جميع الجوانب المختلفة لشخصيته وتشمل الجوانب البيولوجية
والنفسية والعقلية وهذا من أجل التوصل إلى معرفة ما إذا كان الشخص محل
تكوين إجرامي أم لا وإذا كان الجواب بالإيجاب فيستمر التحقيق لمعرفة
الكيفية التي بواسطتها نصل إلى هذا التكوين فأساليب البحث الفردية تتولى
بالدراسة والبحث(حركية الجريمة)ولهذا نعتمد على:

الدراسة البيولوجية : (لامبروزو وأهمية هذه الدراسة البيولوجية) الفحص
الطبي للأعضاء الخارجية والداخلية لمجرم معين بذاته وهذا من أجل الملاحظة
لما قد يشوبها من خلل أو تشويه يساعد الباحث في تحليله والبحث في أسباب
هذا التكوين والربط بين هذا الخلل بين التكوين.

امتدت لتشمل دراسة الغدد وإفرازات الغدد الصماء على الجهاز العصبي والجهاز
النفسي واثرها في سلوكه الإجرامي،وانتهت الدراسات البيولوجية إلى الدور
الهام التي تقدمه الأنثروبولوجية في مجال علم الإجرام وتحديد الرابطة بين
الأعضاء الخارجية للجسم ومشاعرهم النفسية… بحيث تظهر هذه الأبحاث أهمية
التكوين النفسي للفرد وتصرفاته وتم استخدام الأجهزة العلمية المتطورة في
فحص الغدد وأجهزة الجسم الداخلية إضافة إلى الفحص الطبي الشامل كأجهزة
الأشعة والتخاليل البيوكيماوية وتخطيط الدماغ… وهكذا تكون الدراسة
البيولوجية دور في تحديد الصفات المنبئة للإجرام.

الدراسة النفسية والعقلية : راح بعض المختصين في علم الإجرام إلى القول
بأن السلوك الإجرامي سببه خلل في نفس الإنسان أو نقص في العقل بحيث يقال
بأن الجريمة سلوك محاط بأعماق النفس ناشئ عن صراع داخلي يتعارض مع قيم
المجتمع ومصالحه سببه فشل الإنسان في تحقيق رغباته الأساسية هذا من جهة
ومن جهة أخرى تعتبر الجريمة عرض من الأعراض العقلية هذه الطريقة تعتمد على
دراسة حالة مجرم معين بالذات بنفس الطريقة التي تتم بها دراسة الحالة وهذا
ما أدى إلى ازدهار علم النفس الجنائي ويستعمل لدراسة الحالة الاستبيان
والمقابلة والتنويم المغناطيسي،العلاج بالإيحاء، العلاج بتفريغ الانفعالات
المكظوظة والعلاج بالتحليل النفسي.


























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ظهور وتطور علم الإجرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاضرات في علم الإجرام
» مفهوم علم الإجرام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيل الجديد :: منتدى العلوم القانونية والادارية-
انتقل الى: